البقرة والبغل
فأخبر الحمار السلطان رغبته فقال السلطان وقد وصلت روحه إلى أنفه :
– بقرة تنفع الوطن والرعية بلحمها و حليبها وجلدها و روثها ،
وإذا قلت البغل فإنه يحمل الأحمال على ظهره في الحرب والسلم وبالتالي فإنه ينفع وطنه ، ماذا قدمت انت حتى تأتي بحمرنتك وتمثل أمامي دون حياء وتطلب وساما ما هذا الذي تخلطه ؟
فقال الحمار وهو يتصدر مسرورا :
– رحماك يا مولاي السلطان ، إن أعظم الخدمات هي تلك التي تقدم إليكم من مستساريكم الحمير ، فلو لم يكن الألوف من الحمير مثلي في مكتبكم ،
أفكنتم تستطيعون الجلوس على العرش ؟! هل كانت سلطتكم تستمر لولا الحمير ؟! وكذلك لو لم تكن رغبتكم من الحمير لما بقيت في الحكم يوم واحد عندها أيقن السلطان
أن الحمار الذي أمامه على حق ولن يستحق وسام كغيره ، وإنما تفتح له خزائن الإسطبل ليغرف منها كما يغرف غيره من الحمير …!!
قصة ساخرة للكاتب التركي / عزيز نيسين