فراسة وانتقام
قال الحكيم -كما اتفقوا-: يا مولاى الملك،
ونظر لمن بجانبه ليكمل، ولكنه أبى من الخوف أن يتكلم،
فقال الحكيم : فيل جلالتكم (بدلا من الثانى)، ونظر إلى الثالث لكنه أيضا أبى من الخوف أن يتكلم، فجن الحكيم إلا أنه تحدث بدلًا منه
فقال: أكل البرسيم، ونظر إلى الرابع ولكن تكرر الأمر، فقال الحكيم وهو يكاد ينفجر غيظًا: رأس مال الفلاحين، ونظر إلى الخامس على أمل أن يتحدث،
فإذا بالجميع يرفض الكلام، فشعر عندها أنه قد تورط وستقطع رقبته ولا مصلحة له، فقد كان عمله هذا لأجل رفع الظلم عن الفلاحين.
المشهد مرعب والملك صبره بدأ ينفذ والسيوف تتلألأ أمام عيني الحكيم، فماذا يصنع؟!
عندها نظر الحكيم إلى الملك وقال مكملًا الحوار بتهكم وسخرية: والفيل يا مولاى كبر وسمن ولكنه وحيد، فلابد من البحث له عن زوجة ليسعد وينشط،
وينجب أفيال كثيرة لتأكل زروع وثمار الفلاحين المتبقية، فهم سعداء بذلك يا مولاى!
عندها إنفرجت أسارير الملك وسعد بهذا الطلب الشعبي وأسرع في تنفيذه.
وفي اليوم التالى حضر الفلاحون مرغمون حفل تكريم الرجل الحكيم
وتعيينه وزيرًا للملك!!!