close
قصص رائعة

قصة حسن العطار و بثينة

 

كان الوقت لا يزال مبكرا قال في نفسه سأرجع إلى الدكان وأبدأ في تركيب العطر الجديد فالأحوال في السوق لا تسر والعامة

 

أصبحت تشترى عطور الهند والصين الجيدة والأرخص ثمنا .لهذا سأعول على قصر السلطان لبيع عطوري والحصول على أخبار بثينة لقد طلب أمس من حسن أن يعد قوارير صغيرة من زيت الكرز البري ويضيف إليه الثلثين من الحكول المقطر وفي الأخير يضع في كل واحدة منها مستحضرا لتثبيت الروائح واليوم سيختبر رائحتها ويرى أيها سيتفاعل مع الكرز البري لإعطاء أفضل العطور

عندما وصل الدكان سلم عليه حسن وقال له لقد أصبحت أعرف أسماء وأشكال معظم الزهور والأعشاب التي تنبت عندنا في العراق وكذلك في جزيرة العرب والشام ومصر .تعجب الشيخ نصر الدين من نبوغه وقال له لكني طلبت منك تعلم فقط ما نحتاج إليه منها قال له لقد تصفحت كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري وأعجبني ما جاء فيه فكنت أقرأ فيه كل يوم حتى أكملته فلقد علمني أبي القراءة منذ صغر سني …

ونظرت أيضا في كتب الكيمياء وإن لم أفهم كثيرا المواد والأحجار وخواصها .عندما يكون لك متسع من الوقت أريدك أن تشرح لي ما يعني كل ذلك أجاب العطار سأفعل فأنا أيضا أحب صنعة الكيمياء لكن علي أن أتفرغ أولا لصناعة عطور جديدة وسأله هل أعددت القوارير كما أوصيتك أجاب حسن نعم يا معلم .

نزل نصر الدين إلى القبو كانت هناك سبعة قوارير صغيرة على الطاولة بدأ يشمها الواحدة تلو الأخړى ويدون ملاحظاته على ورقة لم يكن راضيا على النتيجة لم يجد لمسة السحړ الذي يبحث عنه عندما وصل إلى السابعة قال لم يبق إلا الكرز مع الصندل ولما فتحها تضوع شذاها في القبو وقف مندهشا وقد راقت له الرائحة الجميلة التي تذكره بأزهار الروابي كان في القارورة الصندل لكن مع شيئ آخر لم يقدر على معرفته .

 

تساءل ما هي هذه النبتة العجيبة وكيف وصلت إلى هنا سأل حسن هل أضفت شيئا إلى الصندل قال لهلا وضعت ما وجدته في الكيس أخذ فريد الدين الكيس وأفرغه على الأرض وجعل ينظر فيه وجد زهرة بيضاء صغيرة ملتصقة بأحد قطع الصندل شمها فإذا هي نفس الرائحة التي كانت في القارورة قال يجب أن أعرف إسم هذه الزهرة الڠريبة وأين تنبت خړج وسأل كل الناس التي تعرف النبات لكن لم يفده أحد بشيء وفي النهاية سأل ربان السفينة التي إشترى منها الصندل عن المكان الذي أبحرت منه فقال من جزر الواقواق ..

تذكر الشيخ موعده في خان التجار فلقد كاد ينسى هذا الأمر مع إنشغاله بالسؤال عن إسم الزهرة أوصل حسن لحلقة الدرس ثم ذهب للخان الذي كان في آخر الزقاقلما دخل تفرس في وجوه الحاضرين لكن معصوم لم يكن قد وصل بعد جاء الخادم وسأله إن كان يريد أن يأكل او يشرب قال له أحضر لي شيئا من نقيع التمر لكن في هذه اللحظة وصل المملوك رئيس الحرس وقال أريد خمرا ولحما هيا أسرع ..

 

نظر العطار إليه وعرف أنه من النوع الجشع الذي لا مروءة لديه وقال له أنت اليوم ضيفي لا تتردد في أن تطلب ما تشتهيه نفسك وصل الطعام الساخڼ فقال معصوم اليهود لا يدفعون درهما إلا إذا قصدوك لأمر فقل حاجتك وأنا أقضيها لك ماذا تريد أن تبيع للقصر

قال العطار إنما جئت لأسأل عن جارية إشترتها القهرمانة منذ عشرة أيام وكانت مع التاجر سمعان أجاب معصوم دون أن يتوقف على الأكل لقد كنت موجودا ذلك اليوم أتذكر أنها اشترت خمس جواري حسان ورفضت الباقي خفق

 

قلب نصر الدين وقال هل بينهم جارية إسمها بثينة أجاب آه … بثينة إنهم يعلمونها الآن العود والغناء والشيخ منصور معجب بمهارتها. قال بلهفة هل رأيتها أجاب نعم

توقف معصوم فجأة عن الأكل ومسح فمه وقال له لماذا أنت مهتم بها هكذا قال لقد كانت مع أخيها لكنها ضاعت والولد معي في بيتي ونحن نبحث عنها وقيل لنا ان سمعان باعها لكم رد عليه معصوم أنصحك بنسيان أمرها فمن يدخل للقصر لا يخرج منه إلا بإذن السلطان وإن كنت تعتقد أني أخرجها لك مقابل هدية سخية فأنت واهم قال الشيخ نصر الدين لا تسئ بي الظن كل ما أريده هو معرفته أنها بخير ليطمئن قلبي هذا كل شي

 

رجع معصوم لطعامه وقال هذا أمر هين تعال لي و سأقول لك أخبارها .و بإمكاني أيضا نقل رسالة لها إذا وضعت الثمنأفرغ آخر جرعة خمروقال لقد كان الطعام والشراب جيدين ما كنت أقدر أن أدفعهما فالسلطان أبخل الناس مع جنده لكن يصرف دون حساب إذا تعلق الأمر بالجواى الحسان…

 

عندما لاقى العطار حسن بعد إنتهائه من الدرس قال له بثينة في قصر السلطان وسنكتب لها رسالة بكى حسن وقال كيف يمكنني رد جميلك يا معلم
في الطريق إلى حصن الظلام…..

 

نهضت بثينة مبكرا وكانت متحمسة لمساعدة أمېر القلعة في تحسين آلات حربه فلقد سمعت أن القوم يستعدون لمحاصرة حصن خرمشهر على شط العرب وهو المكان الذي تتجمع فيه جباية الأهواز قبل نقلها إلى بيت المال في بغداد .

فكلما كثرت مصاريف السلطان فرض عليهم ضريبة جديدة فغلت الأسعار في الأهواز وترك الفلاحون أراضيهم وجاع الناس فثاروا وعينوا عليهم شيخا من أهل الرأي والتدبير إسمه محمد الأهوازي و عزموا على تحطيم الحصن وعقاپ جباة السلطان على جرائمهم فمن لا يقدر على الدفع كانوا يبيعون أهله و أرزاقه لم يكونوا يرحمون أحدا .
سألت بثينة الحارس محمود هل تعرف حصن خرمشهر أجاب لا لكن يقال أنه منيع تحيط به الأبراج ولسوء سمعته يسمونه حصن الظلام .قالت دون منجانيقات قوية سيطول

 

الحصار وسيكون للسلطان الوقت لجمع جيشه ومهاجمتنا تعجب الحارس محمود من ذكائها ضحك وقال لو سمعك الأمېر نور الدين لتنازل لك عن القيادة بطيبة خاطر.

 

لقراءة تتمة القصة اضغط على الرقم 6 👇🏻⭕️👇🏻⭕️👇🏻

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى