close
قصص رائعة

حبة خردل

 

دخلت السيدة بيت آخر ولها نفس المطلب ولكن الإحباط سرعان

ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جدا و ليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة

فذهبت إلي السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعام و بقول ودقيق وزيت
ورجعت إلي سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت
معها في إطعامها ثم ودعتها على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي
و في الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي بيت تبحث عن حبة

الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف
الحزن مطلقا لكي تأخذ من أهله حبة الخردل

و لأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله
في مشاكله وأفراحه وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت
في القرية ، نسيت تماما إنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل

من بيت لم يعرف الحزن ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك

قط إن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتى
ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها فالوصفة السحرية قد
أخذتها بالفعل يوم دخلت أول بيت من بيوت القرية

( فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكيين)

ليست مجرد وصفة اجتماعية لخلق جو من الألفة والاندماج بين الناس
إنما هي دعوة لكي يخرج كل واحد من أنانيته وعالمه الخاص ليحاول أن يهب
من حوله بعض المشاركة التي تزيد من بهجته في وقت الفرح وتعزيه وتخفف

عنه في وقت الحزن إلي جانب أن هذه المشاركة لها فائدة مباشرة عليك ليس
لأنها ستخرجك خارج أنانيتك ولا لأنها ستجعل منك شخصية محبوبة إنما لأنها

ستجعلك إنسانا سعيدا أكثر مما أنت الآن

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى