close
قصص رائعة

ما هو الشيء الذي يرتاد القبور بالليل ويدخل القصور في النهار يخافه الرجال وتحبه النساء يهابه الملوك

 

القرآن الكريم هو كتاب أصل نزوله باللغة العربية ومن ثراء هذه اللغة هو أن اللفظ الواحد قد يشير إلى الكثير من المعاني وفقاً لسياق الجملة المحيطة بذلك اللفظ مثال لهذا: “العين” قد يشير هذا اللفظ إلى “القدرة على الإبصار”

 

كما أنه يطلق على “الشمس” وأيضاً يحمل معنى “عين الماء” كما من الممكن استخدامه لتشير إلى وجود “جاسوس”.

وكثير من الأمثلة الاخرى التي يتم استخدام نفس اللفظ ولكن بمعاني مختلفة وفقا لسياق الجملة وتركيبها في نفس الوقت ومثالا على هذا لفظ “قرية” ففي قوله تعالى “إن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة” المقصود بها هنا الإشارة إلى القوم الذين يسكنون القرية وهي تختلف تماما عن معناها في الآية الكريمة

 

“إنا مهلكوا أهل هذه القرية” وهنا اللفظ نفسه يشير إلى مساكن القوم.

الإجابة عن هذا اللغز هو كلمة واحدة وهي ” المتاع ” ولكنها تختلف في معناها من سياق لآخر وفقا لتفاسير القرآن الكريم ومن هنا تتجلى قدرة الله سبحانه وتعالى في آياته في القرآن الكريم ولما نسمعه دائما عن إعجاز القرآن الكريم.

 

دعني اصحبك في جولة شيقة لفك أجزاء هذا اللغز واحدا تلو الآخر وفقا لقوله تعالى :

دعنا نفسر جزء مرتادي القبور ليلا من قوله تعالى “اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين” كلمة “متاع” هنا تشير إلى الحقيقة الثانية في الدنيا وهي “الموت”.

أما عن من يدخل القصور نهارا فإليك قوله تعالى “وفاكهة وأبًا، متاعًا لكم ولأنعامكم” والمراد هنا من لفظ “متاع” هي “الفاكهة”.

فمن ماذا يخاف الرجال ويهابه الملوك ؟ والإجابة تكمن في قول الله تعالى “أفرأيتم النار التي تورون، ءأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون، نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين” من خلال كلمة “متاع” ومن خلال سياق الآية الكريمة يتضح لنا أن المقصود هنا هي “النار”.

أما عن ما يحبه الناس يتجلى في قوله تعالى “للمطلقات متاع بالمعروف حقًا على المتقين” والآيه هنا تخص جزء من الناس وهن المطلقات والمقصود ب”المتاع” هنا هو حق المرأة من زوجها بعد وقوع الطلاق.

أتى القرآن الكريم جمل وألفاظ إلهية لا يمكن بمقدور الفرد تكوين جمل شبيهه لأقوال الله تعالى ولكن أتى بها الله بهذه البلاغة الهيئة يتفكر بها وتدبرها المسلمون والذين آمنوا بالله وبقضائه.

 

بل أصبح الكثير من العلماء اللغويين يتبارون في تفسير آيات الله تفسيرا يليق بعظمة الإسلام وكتاب الله المجيد وعلى رأس هؤلاء العلماء هو الجاحظ وغيره الكثيرون وصولا إلى الشيخ الشعراوي رحمة الله عليهما.

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى