لقصة واقعية حدثت لجدي رحمه الله في أيام شبابه
جدي توجس منها خيفة و كان يتساءل من أين جاءت و إلى أين هي ذاهبة
و لماذا هي وحدها إذ ليس من عادات النساء في ذلك الوقت الخروج لوحدها أو السفر من دون رجل أو محرم يرافقهن
و ما زاد في شكوكه اتجاهها أن حقيبتها التي كان يحملها كانت تخف تارة و كأن لا وزن لها ولا شيء فيها وتارة أخرى تصبح ثقيلة جدا و كأن بها قطع من الحديد ..
و رغم ذلك استمر جدي في السير و المرأة خلفه و لكنه لم يلتفت أبدا وراءه ليتأكد منها كان فقط يسمع صوت كعب حذائها و رنين أساورها و خلاخلها ،
جدي و بحكم خبرته في هذه الأمور الغريبة التي كانت شائعة الحدوث في ذلك الزمان
فقد أدرك أن هذه المرأة الغريبة ليست إنسية و لكي يتأكد من ذلك قرر تغيير طريقه فعوض أن يستعمل أحد جسور قسنطينة أخذ طريقا آخر وسط السيارات حيث كان
يقف شرطي مرور وسط مفترق طرق حاملا سلاحه
و بمجرد الإقتراب منه فجأة سمع صوت صرخة مدوية واختفت الحقيبة التي كان يحملها التفت خلفه فلم يعثر على المرأة الغريبة و أخبرنا جدي أن المرأة كانت جنية
أو مايسمى بالدارجة ( روحانية ) و أنها كانت تنوي رميه من الجسر أو خطفه إلى عالمها
و لكنها غيرت رأيها عندما غير جدي طريقه و رأت الشرطي
لأن الروحانيات معروف عنهن أنهن يخفن من الرصاص و يطرن في الهواء إذا أحسسن بوجوده .