close
قصص رائعة

قمر السلطان

 

سأحر-قهما بيدي

قالت سمية في نفسها : هل تعتقد قمر أنها نجت مني لن يهدأ لي بال حتى أراها كومة رماد أما الساح-رة سأتسلل ليلا وأطلقها لأنها معلمتي وستعلمني كيف أصنع الأكسير ليزيد جمال وجهي
إقترب جيش أبو سمية من المدينة وما إن سمع السلطان جمال الدين الخبر أرسل في طلب أبيه ولما حضر سأله ما الرأي عندك ؟

أجابه : إنه يريد السا-حرة وأعتقد أننا يجب تسليمها له فليس لنا قدرة على حربه
قال السلطان: لو فعلنا ذلك لأحس بضعفنا وطمع في ملكنا بينما هما يتجادلان دخل الحاجب وقال له :مولاي رسول بالباب يريد مقابلتك فأذن له بالدخول

وقال لجمال الدين : يخبرك سيدي إنه لو سلمت السا-حرة وإبنتها قمر فسنرجع من حيث أتينا ولا حاجة بنا لحربكم دهش السلطان ورد عليه :أترك لي يوما أفكر فيه
عرف جمال الدين أن سمية كذبت على أبيها لتنـ،ـتقم من قمر

في هذه الأثناء كانت قمر جالسة وسمعت كل شيئ ولما إنصرف الرسول قالت لزوجها :إسمع يا مولاي كيد النساء لا تغلبه إلا النساء فدعني أذهب إليهم وأتدبر الأمر
إنزعج السلطان ورد عليها : لو سلمتك إليهم لقت-لتك سمية

 

قالت له :سأخبرك بما أنوي فعله لما أكون عندهم
وشرعت تتكلم والسلطان ينظر إليها بإهتمام ويهز رأسه
ثم إبتسم وهتف حيلة مدهشة لكن سيتوقف نجاحها على براعتكما في التنكر فإن كان ذلك جيدا سأتركما تذهبان
كانت قمر مولعة بالحكايات وتعودت أن تذهب للساحرة العجوز لتقص عليها أخبار الج،ـن والسح-رة والأغوال وحكت لها ذات مرة عن الأكسير الذي يرد الشباب وقالت أنه صعب التركيب وأي خطأ يجعل الإنسان يهرم في دقائق

و أن سمية تلح لتتعلم كيفية صنعه كانت قمر تعلم أن غريمتها لن تقتل الساحرة لذلك إقترحت على جمال الدين أن تأخذ مكانها وتضع سحرا يجعلها تبدو أكبر سنا وتلبس ثيابها
أما هي فتحل محلها جارية شقراء تضع هندامها وعطرها سيعتقدون في ظلمة الليل أنها قمر ويحبسونها
رأت قمر أنه من الأصلح أن تنفذ الخطة بنفسها فسمية شديدة الخبث لكن تعرف كيف تخدعها و ما عليها إلا أن تعطيها أكسيرا رديئا لها ولأبيها فيهرمان ويجد الجيش نفسه مضطرا للرجوع إلى المملكة لإختيار سلطان جديد
ثم وضعت في جيبها قنينتين من الأكسير إحداهما رديئة ورافقتها الجارية التي تحولت لأميرة رائعة

 

الجمال ولما وصلتا إلى باب المدينة إقتربتا من السلطان وسلمتا عليه فتعجب منهما وقال للجارية: والله لو لم أكن أعرف حيلتك لإعتقدت أنك قمر
إتجهت المرأتان إلى الخيام المصفوفة أمام الأسوار ولما رآهما أبو سمية قادمتين فرح وقال في نفسه : السلطان لا حول له ولا قوة وينقصه الحزم وإلا لما سلمهما

 

غدا سنه-اجم المدينة ونأخذهم على حين غرة وأعلم جمال الدين الأدب مع بنات الملوك ولمّاا أرجع منتصرا سأتم المهمة التي بدأ فيها أجدادي وهي قت.ل كل سح-رة جم١عة الثعبان الأسود
إقتربت سمية في الليل الى الخيمة التي سجنت فيها المرأتان وسقت الحرس جرة خمر معتقة ولما ناموا تسللت داخلها ثم أخرجت قمر وهي تعتقد أنها الس-احرة ثم ذهبا إلى طرف الغابة
وقالت لها سمية سأطلقك الآن إرجعي إلى كوخك وسآتي إليك
قالت قمر: لقد صنعت لك ولمولاي السلطان قنينة من الأكسير هدية لكما وسأعلمك أسراره Lehcen Tetouani
لكن سمية شكت أن يكون في الأمر خدعة فلقد كانت الساحرة حريصة جدا على سرها فلماذا الآن كل هذا الكرم ؟

 

قالت لها : حسنا جربيه على نفسك وسنرى
أخرجت قمر القنينة ودهنت وجهها بذلك الزيت وبعد دقائق زالت التجاعيد ورجع إليه شبابها كانت الغابة مظلمة لا يضيئها إلا مشعل صغير لذلك لم تعرفها صاحت سمية :مدهش والآن هات الأكسير
لكن قمر غافلتها ومدت لها القنينة الرديئة
دخلت سمية على أبيها وكانت تعلم أنه يكره السحر وقالت له: لقد حصلت على دواء يجعل الوجه أكثر صفاء سأضع شيئا منه على وجهي ثم قبلت والدها على خده وخرجت
وبعد دقائق رجعت تجري وهي تصرخ فلقد إبيض شعرها وشحب لونها ولما نظرت لأبيها السلطان وجدت أنه أصبح عجوزا هرما لا يقوى على الوقوف

أما قمر فانتظرت قليلا في الغابة ثم رجعت للخيمة وهي تحاذر أن يراها أحد وكان الجنود لا يزالون نياما ففكت وثاق الجارية وأخرجتها ورجعا إلى المدينة

لما رأى قادة الجيش ما حل بالملك وإبنته قالوا هذه لعن-ة من السّ-احرة وإبنتها ولما ذهبوا إلى الخيمة ليقت-لوهما وجدوا الجنود نياما على الأرض ولا أثر لهما فقالوا : سنقتسم المملكة فيما بيننا

 

ونرحل بسرعة قبل أن تظهران من جديد وتنـ،ـتقمان منا
أما الملك وسمية فسنتركهما هنا فهما ملع-ونان ولم يكن المجيئ إلى هنا لمطاردة الس-حرة فكرة جيدة ثم قلعوا خيامهم ورحلوا بسرعة
كان جمال الدين وأباه يتفرجان من فوق الأسوار وقد لاحت عليها الغبطة لانتصارهما
قال الأب: هذه المرة لن يرجعوا لغزونا فلقد تبعثر أمرهم ودون ملك قوي لا يمكنهم أن يتجمعوا من جديد
أما الآن فأريد أن رؤية جاريتك قمر لأشكرها فلقد قامت بمفردها بما عجزت أنا عليه وبعد عدة حروب معهم اضطررت لمهادنتهم وتزويجك إبنة ملكهم حقا إنها صبية رائعة
فلقد أحببتها منذ أن رأيتها أول مرة إسمع لقد كان لجدتك قلادة ثمينة من اللؤلؤ احتفظت بها طول حياتي سأهديها لها فلا أحد يستحقها غيرها

 

في الليل رأت قمر في حلمها امرأة تغني ولما أفاقت في الصباح قالت يا له من حلم غريب فلقد كان وجهها حزينا ولم أنس ذلك اللحن فلا يزال صداه في آذني لكن من تكون ؟
ذهبت إلى الساحرة وسألتها عن تلك الامرأة فقالت لها سيحدث شيئ متعلق بالماضي لا أقدر أن أقول لك بالضبط ماهو
بعد أيام كانت قمر تتجول في حديقة القصر وإذا بها ترى حمامتين واقفتين على أحد الأغصان وقد

لاح عليهما التعب قالت الأولى للثانية :لقد إمتلأت الغابة بالعقبان والحدأ
ولم يعد يمكننا أن نأكل طعامنا بسلام Lehcen Tetouani
سألتها الثانية :ماذا حصل لتكثر هذه الجوارح عندنا ؟

أجابتها: لقد قط-ع أهل قرى الجبل الأبيض الأشجار العالية ليزرعوا مكانها الزيتون لذلك جائت وعششت هنا
إستمعت قمر باهتمام فلقد صارت تفهم لغتهم وقالت قد يكون لذلك عـ،ـلاقة بالحلم وبالماضي الذي سيعود فلقد ربتني حدأة على شجرة عالية غدا أذهب للغابة وأرى هناك ربما أجدها ومن السهل العثور عليها فهي لصة تسرق كل ما تجده
في الصباح الباكر خرجت إلى الغابة وتعجبت من كثرة أعشاش الحدأ وقالت في نفسها يبدو أن القوم أفرغوا الجبل من الأشجار لتأتي كل هذه الطيور إلى هنا
علي أن أطلب من جمال الدين إرسال بعض غلمانه لينظروا وسط الأعشاش فإن وجدوا أشياء لامعة في أحدها فهو عشها لكن لا شيئ مأكد فربما ذهبت لمكان آخر أو ببساطة لم ترحل

 

ولما كانت غارقة في التفكير سمعت من بعيد أصواتا غاضبة وأقدام تجري ثم شاهدت طيرا يحمل شيئا في منقاره ويختفي بين الأشجار وبعد قليل شاهدت الناس يصيحون أيتها الشر-يرة لو قبضنا

عليك لنتفنا ريشك
لما إقت-ربوا منها سألوها إن مرت بها حدأة ؟
فقالت نعم لقد ذهبت من الناحية الأخرى ولما إبتعدوا جاءت إلى الشجرة التي إختفت فيها الحدأة وقالت لها بإمكانك الخروج فلقد أنقذتك منهم
أطلت الحدأة من العش ثم قالت : وهل تنتظرين مكافئة ؟ هيا اغربي عن وجهي
ردت قمر :لم تتغيري فلسانك بقي قبيحا كعادته
قالت الحدأة : صوتك ليس غريب علي كأني أعرفك

دعني أفكر قليلا ثم قالت : هل يمكن أن تكونين قمر التي ربيتها في عشي تساقطت دموع البنت من عينيها
وأجابت: نعم يا أمي الحدأة أنا هي إبنتك

نزلت الحدأة من الشجرة وقبلت قمر وحض-نتها ثم قالت لقد ندمت لما طردتك وبحثت عنك في البراري كان من الأفضل لو أخذتك ورحلنا فلقد كثر الناس وانتهى بهم الأمر إلى قطع الأشجار ونبش أعشاشنا وقت.ل فراخنا
لقد مضت بضعة أشهر منذ فراقنا والآن أخبريني ماذا تفعلين فهنا أجابتها قمر أنا سيدة هذه الغابة وكل الأراضي والجبال التي حولك
أجابت الحدأة إذن أنت الأميرة

 

قالت قمر نعم وسأعرفك على السلطان جمال الدين والآن هيا اتبعيني إلى حديقة القصر
لمّا وصلت نادت زوجها فأطل من الشرفة وسألها ما الأمر ؟ أجابته هناك مفاجأة في إنتظارك ولما نزل قالت له هل تتذكر الحدأة التي أخبرتك أني كبرت في عشها ؟
رد نعم أذكرها جيدا
قالت إنها هناك فوق ذلك الغصن وقد عثرت عليها في الغابة ثم قصت عليه حكاية الحلم
تعجب السلطان وقال لها إذن ستقودك إلى قريتك وسترين أمك وأباك بعد كل هذه السنوات ؟
أجابته بفرح : نعم وقد وعدتني بذلك على شرط

سألها ما هو ؟
أجابت : أن تصنع لها عشا كبيرا في حديقتك وتملأه بالقطع الفضية ضحك وقال: حسنا أنا موافق سآمر غدا بإعداد عربة ونتبع الحدأة
في الفجر إنطلق الموكب كانت قمر متحمسة وتتساءل هل سيعرفان أنني إبنتهما لا شك أنهما نسياني بعد كل هذه السنوات بعد الزوال وصلوا إلى الجبل الأبيض
ولاحظت قمر أن الأشجار لم تعد كثيرة كما قبل وهناك كثير من المزارع الصغيرة واصلو تقدمهم حتى دخلوا أحد القرى وكانت الناس تنحني لتحية السلطان والأميرة ومن أحد النوافذ شاهدت قمر

 

لقراءة تتمة القصة اضغط على الرقم 9⏬⭕️⏬⭕️⏬ 

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى