close
Uncategorized

ما هي قصة مسجد الجن في مكة المكرمة ولماذا سمي بهذا الاسم .. حقائق مذهلة…

يعد مسجد الجن أحد مساجد مكة المكرمة، ويقع في حي الغزة ، الذي يعد أحد أقدم الأحياء القريبة من المسجد الحرام وقرب الطريق المؤدي إلى مقبرة المعلاة وشارع المعلاة،

وعرف أيضًا بمسجد البيعة لما يُروى أن الجن بايعوا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في ذلك الموضع، وفيه نزلت سورة الجن على الرسول الكريم وقرأ على نفر منهم ربعًا من القرآن الكريم، ويعرف عند أهل مكة بجامع الحرس، فالعسس كانوا يجتمعون فيه ليلًا.

سبب تسمية مسجد الجن بهذا الاسم
وعن سبب تسمية مسجد الجن بهذا الاسم ، فقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى المكان الذي اجتمع فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- بالجن ليلًا، وتلا عليهم آيات كريمة من القرآن، وكانوا يتزاحمون حوله صلى الله عليه وسلم ويركب بعضهم فوق بعض حتى يقتربوا منه ليستمعوا إلى القرآن.

وسمي مسجد الجن بهذا الاسم نسبة إلى المكان الذي اجتمع نفر من الجن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلاً، وكان بصحبته الصحابي عبد الله بنُ مسعود رضي الله تعالى عنه ، وحيث خط له النبي -صلى الله عليه وسلم- خطا على الأرض وأمره أن لا يتجاوزه حتى يرجع اليه، ثم انطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الجن وظل يعلمهم الإسلام ويجيب على أسئلتهم حتى الفجر، وفيه انزلت سورة الجن .

و للمسجد عدّة أسماء منها مسجد البيعة و مسجد الحرس، لكنّه يعرف أكثر باسم مسجد الجنّ. وهذا المسجد التاريخيّ بُني في أوائل القرن الثالث الهجريّ، وتمّ تجديده عدة مرات ، وقد قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الجنّ آنذاك ربعاً من القرآن الكريم، وهناك أيضاً نزلت سورة الجنّ على رسولنا الكريم وأسلم نفر من الجنّ بعدما سمعوا قوله تعالى: «قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا،يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا».

كما أنّ المسجد سميّ بمسجد البيعة، لأنّه المكاُن الذي بايع فيه الجنّ الرسولَ -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام، وسميّ بمسجد الحرس لأنّ المسؤول عن الحرس كان يطوف بمكّة إلى أن يصل إلى هذا المكان مع بقية حرّاسه ويجتمعون فيه.

وفي مسجد الجن نزلت سورة الجن ، حيث قال الله سبحانه وتعالى: «قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا”، قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)» من سورة الجن، فلما وصلوا إلى هذا قالوا: “وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا”.

قصة مسجد الجن
قصة مسجد الجن فيها قيل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما كان قادمًا من الطائف الى مكة ذات ليلة، نزل في وادي نخلة، وهو واد ما بين البلدين، وفي الليل الدامس، وليس معه رفيق غير الله سبحانه وتعالى توضأ وقام يصلي، ورفع صوته بالقرآن، يستأنس به في وحشته، وفي سفره.

وجاء إلى الوادي جن نصيبين من اليمن في تلك الليلة، واللحظة، حتى ملؤوا وادي نخلة يستمعون القرآن، فأخذ -صلى الله عليه وسلم- يرفع صوته بكلام الله عز وجل: «وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ » الآية 31 من سورة الرعد.

وكان من أدب الجن حينئذ أنه كان سيدهم يسكتهم، ليسمعوا القرآن، ويقول لهم: “أنصتوا” فكانوا ينصتون، فلما أن انتهى -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة والتلاوة، تفرقوا وضربوا بقاع الأرض، ووصلوا إلى قومهم في اليمن، ودعوهم إلى: لا إله إلا الله.

وقد بين ذلك ما قال الله سبحانه وتعالى: «إِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ( 29 ) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ( 30 ) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ( 31 ) وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ»، أتوا في ليلة واحدة، ورجعوا يدعون إلى التوحيد: توحيد الله -عز وجل-.

حقيقة اجتماع النبي بالجن في المسجد
وعن حقيقة اجتماع النبي –صلى اللبه عليه وسلم- بالجن في المسجد فجاء في تفسير الطبري ، أن القول في تأويل قوله تعالى : « قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا»، يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد أوحى الله إلىَّ « أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ » هذا القرآن ( فَقَالُوا ) لقومهم لما سمعوه: « إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ » يقول: يدلّ على الحقّ وسبيل الصواب ( فَآمَنَّا بِهِ ) يقول: فصدّقناه « وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا » من خلقه.

وكان سبب استماع هؤلاء النفر من الجنّ القرآن، كما حدثني محمد بن معمر، قال: ثنا أبو هشام، يعني المخزومي، قال: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجنّ ولا رآهم؛ انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه، عامدين إلى سوق عكاظ، قال: وقد حِيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأُرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم ؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأُرسلت علينا الشهب، فقالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث.

قال: فانطلقوا فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حدث، قال: فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها، يتتبعون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماء؛ قال: فانطلق النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة، وهو عامد إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر؛ قال: فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، قال: فهنالك حين رجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا « إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا » قال: فأنـزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: « قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ » وإنما أوحي إليه قول الجنّ.

وحدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عاصم، عن ورقاء، قال: قدم رهط زوبعة وأصحابه مكة على النبيّ صلى الله عليه وسلم فسمعوا قراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم ثم انصرفوا، فذلك قوله: وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا قال: كانوا تسعة فيهم زوبعة.

وحُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: « قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ » هو قول الله وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ لم تُحرس السماء في الفترة بين عيسى ومحمد؛ فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم حرست السماء الدنيا، ورُميت الشياطين بالشهب، فقال إبليس: لقد حدث في الأرض حدث، فأمر الجنّ فتفرّقت في الأرض لتأتيه بخبر ما حدث.

وكان أوّل من بُعث نفر من أهل نصيبين وهي أرض باليمن، وهم أشراف الجنّ، وسادتهم، فبعثهم إلى تهامة وما يلي اليمن، فمضى أولئك النفر، فأتوا على الوادي وادي نخلة، وهو من الوادي مسيرة ليلتين، فوجدوا به نبيّ الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الغداة فسمعوه يتلو القرآن؛ فلما حضروه، قالوا: أنصتوا، فلما قُضِيَ، يعني فُرِغ من الصلاة، وَلَّوْا إلى قومهم منذرين، يعني مؤمنين، لم يعلم بهم نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ولم يشعر أنه صُرِف إليه، حتى أنـزل الله عليه: « قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ».

من هم الجن والإنس
الإنس والجن خاطب الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز صِنفين من مخلوقاته وهما الإنس والجن؛ فالإنس هم ذرية آدم – عليه السلام – الذين استخلفهم الله تعالى في الأرض وأمرهم بعبادته وتوحيده، ورتب لهم يوم القيامة ثوابًا للصالحين وعقابًا للمسيئين، والإنس كرمهم الله تعالى على كثيرٍ من خلقه بأنْ خلقهم في أحسنِ تقويم، ورزقهم من صنوف الطيبات والخيرات المسخّرة لهم في البر والبحر.

والجن هم خلق الله الآخر؛ إذ خُلقوا من نار بينما خُلق الإنس من طين، والجِن فيهم الصالحون الذين آمنوا برسالاتِ الله تعالى السماوية والتي أنزلها على أنبيائه، ومنهم القاسطون والظالمون الذين تمرّدوا على أمر الله تعالى وفسقوا وطغوا، وزعيم هؤلاء هو إبليس عليه لعنةُ الله تعالى الذي أبى الامتثالِ لأمرِ الله تعالى والسجودِ لآدم، وقد وَرد ذكر الجن في مواطنَ عدةَ في القرآن الكريم، كما سُمّيت سورةٌ في القرآن باسم الجن.

سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم؟
سبب تسمية سورة الجن ، فقد جاء أنه سُميت سورة الجن بهذا الاسم بسبب ورود قصة فيها عن الجن الذين استمعوا إلى آياتِ القرآنِ الكريم، وآمنوا بها بعد أقروا بندمهم على ما سبق من الضلال، وتوبتهم إلى الله تعالى، وبراءتهم من مَنهج إبليس اللعين. سبب نزول سورة الجن بينما كان النبي – عليه الصلاة والسلام – متوجهًا هو وأصحابه إلى سوقِ عُكاظ، لاحظ الجن أنَّ أمرًا ما استجدَ وتغير؛ فبعدَ أنْ كان الجن يسترقونَ السمع إلى خبر السماء وما يُقدرُه الله تعالى للخلائق من أمورِ الغيب، أصبح الأمر صعبًا وشاقًا للغاية، فقد سخر الله تعالى الشُهُب والنيازك تَتَربص بالجن الذين يسترقون السمع، وتقذفهم من كل جانبٍ يأتونَ منه.

وجاءَ الجن إلى أقوامهم لِيُعلِموا الخبر ويستبينوا المسألة فقال بعضهم: أذهبوا في مشارق الأرض ومغاربها حتى تعلموا ما استجد من أمر ذلك، فذهب بعضهم نحو تهامة إلى رسول الله – عليه الصلاة والسلام – وهو يُصلي بأصحابهِ صلاة الفجر، وفي هذه اللحظات استمع الجن إلى آيات القرآن الكريم فعلموا الأمر، فسارع الجن إلى أقوامهم يعلمونهم الخبر وكيف أنّهم استمعوا إلى القرآن العجب الذي لم يَسبق لهم سماعُ مثل آياته.

آمن الجن بدعوة الله تعالى وامتثلوا لرسالة التوحيد بعد أنْ أدرَكوا أنّهم لنْ يعجزوا الله تعالى في الأرض، وبعد أنْ أدركوا أنَّ الرّشد والبعد عن الضلالة هو السبيل الوحيد لنيل رضى الله تعالى وثوابه، ونَعتَ الجن حال البشر الذين يلوذون بالقاسطين منهم ظانين أنّ عندهم الخبر واليقين، وهم في واقع الحال لا يزيدونهم إلا رهقًا وتعبًا وعجزًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى