close
Uncategorized

من هي “أمينة الأوكرانية” التي واجهت الجيش الروسي وأرَّقتهم واغتالتها المخابرات الروسية ؟ ( شاهد الصور )


Facebook

من هي “أمينة الأوكرانية” التي واجهت الجيش الروسي وأرَّقتهم واغتالتها المخابرات الروسية ؟ ( شاهد الصور )

ربما هذه أول مرة تسمعون بها الاسم، أمينة أوكويفا، لكنك لن تتخيل عزيزي القارئ أن هذا الاسم من عظماء هذا القرن في عقده الثاني وكان لها أثر كبير على الوضع بين الشرق والغرب، بين روسيا وأوكرانيا تحديداً، فوسط هذا التعتيم الإعلامي والتشويه وبث الأخبار الكاذبة من الصعب أن نسمع بهذا الاسم.

عام 1983 في مدينة أوديسا الجميلة جنوب أوكرانيا ولدت “نتاليا نيكيفوروڤا” البنت الوحيدة لرجل من الشيشان وسيدة من أصول بولندية، لتنتقل لاحقاً للعيش مع عائلتها في موسكو، ثم يقررون الارتحال إلى غروزني عاصمة إقليم الشيشان. لم تعرف نتاليا والدها الذي مات في سن مبكرة.

عندما بلغت من العمر 17 أسلمت “نتاليا” وقامت بتغيير اسمها الى “أمينة”، أحوال منطقة القوقاز لم تكن مستقرة فقد اندلعت حرب الشيشان الثانية مما دفع أمينة إلى الهجرة مجدداً سنة 2003 والعودة إلى مسقط رأسها مدينة أوديسا، هناك قامت بالتسجيل في الجامعة ودراسة العلوم الطبية حيث تخصصت في الجراحة العامة وعملت في المستشفى المحلي..

تزوجت أمينة ثلاثة مرات، فزوجها الأول “عيسى مصطافينوڤ” التقته سنة 2000، لكن زواجهما دام فقط ثلاث سنوات حيث قـ.ـتل في حـ.ـرب الشيشان الثانية..

ثم في أوكرانيا تزوجت مجدداً من السيد “إسلام توخاشيف” الذي رحِّل بعد سنوات بسبب إقامته غير الشرعية، ومن ثم أدين بقـ.ـتل ضابط مخابرات روسي في إقليم إنغوشيا والحكم عليه بالسجـ.ـن مدى الحياة.

وفي عام 2009 التقت بزوجها الثالث السيد “آدم أوسماييڤ” ذي الأصول الشيشانية، والذي كان رفيقها حين اندلعت المظـ.ـاهرات ضـ.ـد الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا “فيكتور يانوكوفيتش” سنة 2013.

كما كانت امينة وجهاً بارزاً في المظـ.ـاهرات الداعية إلى مواجـ.ـهة المصالح الروسية والحكومة الموالية لها.

عملت أمينة في الجيش الأوكراني رفقة عدد كبير من الشيشانيين من بينهم زوجها لمحـ.ـاربة الجيش الروسي.. في شرق أوكرانيا. ضمن ما يطـ.ـلق عليه كتيبة “جوهر دودايف”، ومؤسسها هو الجنرال عيسى مونايف.

الذى شارك في حـ.ـرب الشيشان الأولى والثانية، وقـ.ـتل يوم الأول من شباط 2018 خلال هجوم عليه، ورُسِّخت فكرة عمل الكتيبة، وقامت السلطات الأوكرانية بدعم الفكرة ووافقت على وصول عيسى ومقـ.ـاتليه إلى أوكرانيا.

عملت أمينة متحدثة رسمية باسم الكـ.ـتيبة وتدربت الى جانب زوجها لتصبح قنـ.ـاصة محترفة أذاقت الجيش الروسي ألوان العـ.ـذاب، وشاركت في معركة “ديبالتسيف” سنة 2015 في منطقة دونباس. ولاحقا حصلت على رتبة ملازم من وزارة الداخلية الأوكرانية..

وكان زوجها آدم ايضاً منخرطاً في مواجهة روسيا وحلفائها، حيث اتـ.ـهم سنة 2007 بالتخطيط لاغتـ.ـيال الرئيس الشيشاني الحالي رمضان قاديروف، تم أُعيد اتـ.ـهامه لاحقاً بمحاولة اغتـ.ـيال “فلاديمير بوتين” وسجـ.ـن عدة سنوات..

ضمن إطار مجـ.ـابهتها للسلطة الحاكمة في موسكو تعرضت أمينة لعدة عمليات اغـ.ـتيال رفقة زوجها آدم عثمان أو أوسماييف كما يصطلح عليه إعلاميا.

كانت أولى هذه المحاولات.. حيث ادعى المهاجم بأنه مراسل صحيفة “لوموند” الفرنسية وأطـ.ـلق النار عليها وزوجها، ونجت أمينة من محاولة الاغـ.ـتيال وتمكنت من قتـ.ــ.ـل المهاجم، فيما أصيب أوسماييف وقضى أكثر من شهر في المستشفى.

وكما تحدثنا عن مهارتها في القنص وقتال الشوارع فإنها تعتبر أكثر وجه أوجع الجيش الروسي والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وخصوصا بمنطقة دونباس حيث كان تتمركز الوحدات الشيشانية الموالية لأوكرانيا.

قبل أن تتمكن الاستخبارات الروسية بعمـ.ـلية محكمة يوم 30/10/2017 من النجاح في اغتـ.ـيال أمينة وإصابة زوجها بإصابات بليغة حيث تعرضت السيارة التي كانت تقل أمينة أوكويفا مع زوجها آدم أوسماييف لإطـ.ـلاق النار من كمين بالقرب من بلدة هليفاخا بمحافظة العاصمة الأوكرانية كييف.

يقول زوجها أوسماييف أو عثمانيف عن هذا الحادث: “تطاير كل شيء حولي، وطارت لوحة القيادة بالكامل.. أصابت إحدى الرصاصات محرك السيارة التي توقفت بعد ذلك. حاولت تقديم المساعدة الطبية الأولى لزوجتي أمينة، لكن الإصابة كانت في رأسها”.

دفـ.ـنت أمينة في الأول من تشرين الثاني عام 2017 في المقبرة الإسلامية لمدينة “دنيبرو” بجوار قائدها السابق ورفيق سلاحها في كتيـ.ـبة جوهر دوداييف العميد الشيشاني السابق “عيسى موناييڤ” تنفيذاً لرغبتها كما وردت في وصيتها.

لم تحضر عائلتها خـ.ـوفاً من تعرض جنازتها لاستهـ.ـداف من الأعداء الكثر لأمينة..

تقول أكويفا في حوار سابق مع أوكرانيا برس: “مشاركتي واجب ديني ووطني، فروسيا اعتدت على دولتنا الآمنة أوكرانيا، واعتدت قبلها على دول القوقاز جميعا، ولهذا سأبقى في مكاني، وسأقوم بدوري كما كانت الصحابيات يقمن بدور دعم الجيش. سأقاتل وأعالج الجرحى ما استطعت”.

بعد وفاتها أطـ.ـلق اسم أمينة أوكويڤا على عدة شوارع في أوكرانيا، كما قلدها الرئيس الأوكراني وسام “بطل الشعب الأوكراني” تكريماً لها واعترافاً بما بذلته في سبيل الدفاع عن بلدها.

يبقى مقارعو الاحتلال رمزا وطنيا وقوميا بأفعالهم التي تشكل قدوة للأجيال من الشرق إلى الغرب، وقد سطرت أمينة أروع سجلات البطولة ضـ.ـد المحتل الروسي بأفعالها وإصرارها وإيمانها.

وسائل التواصل الاجتماعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى